أكتب موضوعي هذا و أتمنى أن يجد أذناً تصغي و عينا تقرأ.
و قبل البدء أود التأكيد أن المقال القادم علمي بحت معتمد على مراجع علمية مكتوبة تحت المقال، و أنا مستعد لتقديم أي دراسة لتحسين تصاميم المدارس و المساعدة في منع انتقال العدوى علماً أني مهندس مرخص من جمعية المهندسين الأمريكية في تصميم المستشفيات و المستوصفات.
إن العدوى التي تنتشر في مدارس الكويت حالياً و خصوصاً أنواع الإنفلونزا و منها انفلونزا الخنازير سببها الأساسي التكييف المصمم و المنفذ بشكل خاطئ في المدارس.
انتقال العدوى يكون إما بواسطة التلامس أو بواسطة الانتقال عبر الهواء، يمكن تجنب انتقال العدوى عبر التلامس بتعقيم الصفوف و المقاعد و غسل اليدين جيداً، و لكن منع انتقال العدوى عبر الهواء يحتاج لترتيبات معينة.
التكييف كما يعتقد في الكويت هو تبريد الهواء الداخلي إلى درجة مريحة، طبعاً هذا مفهوم خاطئ جداً، إذ أن تكييف الهواء يعني تبريد الهواء صيفاً و تدفئته شتاءً و تهوية المكان المكيف بإدخال الهواء الخارجي له بكمية كافية لتعويض نقص الأوكسجين بسبب التنفس و فلترة الهواء الخارجي و الداخلي من الغبار و من البكتيريا و الفطريات و الحفاظ على رطوبة الهواء بحد لا يسمح بتطتثر الجراثيم و الفطريات.
إن تصميم 85% من مدارس الكويت يعتمد على تكييف الهواء فقط دون إدخال هواء جديد للتهوية و للمساعدة على تحسين جودة الهواء و زيادة تركيز الطلاب و زيادة استيعابهم و تقليل العدوى.
يتم تكييف أغلب فصول المدارس باستخدام وحدات تكييف منفصلة (سواءً وحدات منفصلة ظاهرة أو مخفية فوق السقف المستعار مع شبكة من مجاري الهواء (Ducts).
الوحدات المنفصلة فيها العيوب التالية:
1- فلترها صغير و يسمح مرور الجلد الميت و رذاذ المخاط و البصاق المنتشرة في الجو و التي تعتبر الحامل الأساسي للجراثيم.
2- 90% منها ليس له مدخل هواء خارجي و بالتالي لا يحقق المتطلبات العالمية الأساسية المحددة في ASHRAE 62.1 لتهوية الصفوف الدراسية.
3- يجب أن تكون مروحة أجهزة التكييف عاملة دائماً و تدور الهواء على الفلتر سواءً كانت دارة التبريد تعمل أن لا ( باللغة المبسطة حتى لو كان الكومبريسور أو القطعة الخارجية لا تبرد الهواء يجب أن تستمر المروحة الداخلية بالعمل تماماً كما في مكيف السيارة). و الوحدات المنفصلة المستخدمة في المدارس ليس بها هذه الميزة.
ما الحلول للتحكم بانتقال العدوى:
إن تحقيق المتطلبات السابقة يتطلب تعاون وزارة الكهرباء مع وزارة التربية و السماح بكمية كهرباء أكبر للتكييف في المدارس، و بالتالي:
1- إدخال التهوية بمعدل لا يقل عن 10 قدم مكعب بالثانية للشخص زائد 0.12 قدم مكعب بالثانية لكل قدم مربع من مساحة الفصل الدراسي.
2- تدوير الهواء في الصف بشكل مستمر بمعدل لا يقل عن 6 مرات في الساعة
3- استخدام فلاتر بقياس MERV-8 على الأقل
4- استخدام وحدات استرجاع طاقة مركزية من نوع Thermal wheel بكفاءة تفوق 75% في الصفوف لاسترجاع بعض من الطاقة المصروفة في المدارس بسبب علو كمية الهواء الجديد المطلوبة لكل فصل، و بالتالي يكون تصميم المدارس بهذه الحالة صديق للبيئة و لا يشكل عبئاً كبيراً على وزارة الكهرباء.
المراجع:
ASHRAE 62.1/2013
MEW R6-2014
ASHRAE 170/2013